هكذا تكون أغلب أحاديث صديقاتي: السعي وراء الأخبار الاجتماعية ... فهن لا يستمتعن سوى بالكلام عن هذه المواضيع والتعجب من أحوال "فلانة" التي يظنون أنها قبيحة ولكن قبحها لم يمنعها من الزواج !!! أو الأخرى السمينة التي لا يعلمون كيف تزوجت وهي بهذا الحجم الضخم !! أما أنا، فمجرد أن تبدأ هذه الحوارات، حتى تأخذني أفكاري إلى البعيد حيث لا أستطيع سماع شهقاتهن المتكررة عن أخبار الناس ...
أتسأل دائما: "هل الأمر يستحق العناء؟؟؟"
لماذا يكون مصير أغلب الفتيات الزواج ؟؟؟ هل لأنها "سنة الحياة" أم لأنها إن لم تتزوج، فستكون نظرة المجتمع لها قاسية ومملوؤة بالشك ؟؟؟ هل يحقد المجتمع عليها لأنها استطاعت أن تنعم بالحرية التي ولدتها بها أمها ؟؟ هل لأنها استطاعت أن تستمر بالتنعم بحياتها بعد دراستها الجامعية وبين أحضان أبويها فواصلت تعليمها أو ذهبت للعمل في أحد الشركات نعتوها بال"عانس" ؟؟ ألهذه الدرجة يكون الحقد؟؟
إنني أتعجب، إن كنتن كرهتموها لأنها حرة، فلم ركضتن خلف الزواج منذ البداية ؟؟؟ فعند فشل أي علاقة زوجية، غالبا ما تكون المرأة هي الملامة وهي في الأرجح تكون المظلومة ... تظل النساء الأخريات تتهامسن عنها فلا تنعم بحريتها من جديد إن أصغت إلى كلماتهن الحاقدة .... أما هو، فسرعان ما يبحث عن امرأة أخرى !!!
هل الأمر يستحق العناء ؟؟
تخرج الواحدة من بيت أبيها التي كانت فيه كالأميرة، فأبوها يقوم بتدليلها وأمها بطهي طعامها وأخوها بمداعبتها إلى مكان تكون فيه مسؤولة عن كل شئ، حتى إدخال السرور إلى قلبه !!!!!
تبدأ في تعلم المجاملات كي تستطيع التعايش مع أهله لأنهم إن غضبوا، فسيزداد الخناق عليها ... غالبا ما تفشل محاولاتها البائسة في كسب رضى والدته لأنها هي التي "سرقت ابنها منها وغيرته عليها"، فيجب أن تعاقب ....
هل الأمر يستحق العناء ؟؟
عليها القيام بكل شئ في المنزل وهو فقط يذهب للعمل ويعود ليجد طعامه ساخنا، ماءه باردا وسريره دافئا وإلا فالويل لها حتى وإن كانت تعمل !!! وإن شكت إليه مشاكل الأولاد أو مصاريف المنزل، تهرب منها بالنوم أو بالصراخ أو حتى بترك المنزل للجلوس مع أصدقائه والعودة آخر الليل عندما تكون قد نامت ....
عليها أن توقظه في الصباح الباكر والتأكد من إعداد فطوره، كي ملابسه، وتلميع حذائه وإلا ف"نهارها مش فايت" !!
هل الأمر يستحق العناء؟؟
يكتب الله لهما الانجاب، فيبدأ ذلك الجنين بالغذاء على ما تأكله وتنغيص نومها .... تمر أشهر الحمل بدوارها وألآم الظهر وفقدان الشهية والاستفراغ الدائم، أما "سي السيد"، فهو مرتاح البال ولا يشعر بشئ، فهو لا يهمه أمر سوى حضور ابنه\ابنته سريعا ليشعر بأبوته !!
هل الأمر يستحق العناء ؟؟؟
تمضي تسة أشهر دون نوم أو طعام أو راحة ويأتي موعد استقبال المولود الذي وبرغم كل شئ قد أحبته أكثر من أي شئ في العالم ... تتعرض لآلام لا يعلمها إلا الله فيسرع الأب لكي يكون أول من يحتضن الكائن الصغير ... يقوم باللعب به قليلا وحينما يمل منه أو يقوم بالبكاء، يعطيه للأم، فهي من تستطيع التعامل مع تلك الأوضاع ... هكذا يكون، لا يريد سوى اللعب مع ابنه "بياخد كل حاجة على الجاهز"، فمنهم أيضا من يأبى أن يحمل ابنه حينما يذهبون للتنزه !!!
هل الأمر يستحق العناء ؟؟؟
تتوالى الولادات والأب ليس له دور سوى إحضار المال، اللعب مع الأولاد وتلقينهم كلمة "بابا" ... يأتي عهد المدرسة التي تقوم بواجباته الأم وحدها وإذا حدث خطأ ما، كانت هي الملامة لأنها لم تحسن الاختيار وليس الاب لأنه لم يكن يدري ما يحدث مع أبنائه !!
وتمضي السنون، ومتاعب هذه المسكينة في ازدياد، وتجاهل الأب لبيته تعدى جميع الخطوط وأظل أتسأل:" هل الأمر يستحق العناء" ؟؟؟؟؟
"انت سرحتي مننا فين ؟؟ شكلك عاوزة تتجوزي"، هكذا يقطع حبل أفكاري بواسطة إحدى الجالسات .... هذا آخر ما كنت أتوقع سماعه ، ألم يعلموا ما كان يجول بخاطري منذ قليل ؟؟؟
والآن، اخبرني أنت، "هل الأمر يستحق العناء" ؟؟؟
ملحوظة هامة: هناك بالطبع رجال (ولا أعني ذكور، فصفة الرجولة أصبحت موجودة في بعض الإناث حينما افتقدوها ممن حولهن) يقدرون نعمة الزوجة ولهم اليد في تيسير أغلب أمور الحياة بعد الله .... أعلم أنني لم أسمع عن واحد من هؤلاء إلى الان، ولكنني أثق أنهم موجودون في مكان ما .... فليحفظهم الله أينما كانوا !!!...
من وصايا عمتي حفظها الله: "كوني له أمةً يكن لك عبداً" .....
6 comments:
دي سنه الحياه و لو ماكنتش تستاهل مكنش حد فينا جه الدنيا أصلا .. و مكنش حد هايستمتع بحنان أمه و أبوه علي بتتكلمي عنه ... و هي دي رسالتنا في الدنيا أصلا تعميرها .. هانعمرها أزاي من غير زواج و انجاب
تحفة يا فدوى
بجد تحفـــــــــــــــــة
ماشاء الله عليكي :)
و زي ما قلتي اكيد في رجالة بجد في مكان ما
يعرفوا يقدروا اللي بيتعمل عشانهم ويبقوا متعاونين ;)
ربنا يحميهم و يهدي التانيين :D
اممم ... يعني عشان هي سنة الحياة وبس ؟؟؟
سنة الحياة إن المرأة تكون شايلة كل حاجة على راسها ؟؟؟ أنا اعتراضي مش على السنة دي نفسها، أنا بتكلم عن اللي بيحصل بعد كدة من تجاهل لكثير من الرجال أمور البيت، وبيقعدوا يدوا أوامر وكلمتهم هي الأولة والأخيرة ومافيش نقاش معاهم وكدة
دول للأسف بقوا أغلب الناس ... أصل أنا صراحة عملت استقصاء أو استفتاء :) وسألت تقريبا كل الناس اللي أعرفهم (وحبة مش بعرفهم أوي) لو هما سعداء في زواجهم ولا لأ وكلهم قالوا نفس الشكاوي فما لاقيتش أي حد اتشكر في الزواج ولا في اللي بيحصل بعد كدة
كلهم قالوا " في الأول كل حاجة بتكون كويسة وكل واحد بيراعي التاني ويشيله ويقف جنبه والحاجات دي وبعد كدة الراجل بيبدأ يهرب من مسؤولية البيت غير إنه بيديهم فلوس وبس " يعني مصدر للمال مش أكتر .... ء
نفسي ألاقي حد سعيد في زواجه ... يعني حد يستمر في السعادة دي بعد أول اسبوعين
شيمو حبيبي ... ربنا يخليك ليا يا رب، ديما مشجعاني
:-******
أيوة، ربنا فعلا يحميهم ويهدي التانيين
;-)
عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( إن الرجل إذا نظر إلى امرأته, ونظرت إليه, نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة,فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما ))
رنون حبيبي :-***
ما هي دي الفكرة، إنه نظر إليها بحب واحترام وإنه أخذ بكفها
للأسف دلوقت الستات بتتضرب على كفها إلا من رحم ربي
:(((
أنا مش ضد الفكرة، أنا ضد إللي بيحصل بعد كدة من استهتار
كل حاجة في الأول بتكون حلوة والواحد بيكون متحمس أوي إنه يسعد اللي قدامه، ومبسوط بكل حاجة وطااااااااير، بعدين مع الوقت كل حاجة تقريبا بتختفي
ودة كلام ناس مجربة، ربنا يعافينا ويرزقنا بكل خير
:)
Post a Comment
comments are always welcomed :)