أطربني إيقاعه

أثناء مذاكرتي لمادة ال"كونترول" لا وفقها الله أبدا وتوديعي الأبدي لها بعد صراع استمر ثلاث سنوات، لم أفهم منها شيئا يذكر ولا أظنني سأتذكر منها أي شئ ... سأحرص على محوها تماما من مذكرتي كما محت فرحي ليال (لا أظن أنني سأعاني أثناء محوها لأنها تمحى تلقائيا وقبل دخول الامتحان بثوان قليلة) ... وجدت نفسي منهمكة في كتابة المعادلات والرموز التي غالبا ما أربطها بشئ من واقعي ليسهل علي حفظها ... وجدت نفسي كثيرا ما أكتب حرف ال
F

وعندما مل قلمي من المعادلات الغير مفهومة، أخذ يكمل الأحرف المتبقية لهما ليسجل إيقاعا جميل .....ء

اسمٌ له إيقاع .. حروفه في تناسقٍ عجيب .. كلما سمعه أحدهم، أخذ يردده بنبرات مختلفة وهمس به وهو مغمض العينان ثم قال بعد أن تذوف حلاوته "اسمٌ جميلٌ جداً وقلما نجده بيننا، ماذا يعني" ؟؟ ... أحببته بشدة ... ذكرتني به جميع الأشياء التي تبدأ بحرفه ... معادلات كثيرة لا تخلو منه ... فأجد نفسي دائما ما أكتب الحرف وبعد الانتهاء من المعادلة، أضع باقي أحرف الاسم بجانبه، فهو لا يكتمل بدونها .... لم أبالي بمعناه في ما مضى، فقد كان جزءً مني لا أكثر، ولكن وبعد أن لاحظت إعجاب الجميع به وأطربتني موسيقاه كلما نُطق، بدأت رحلة بحثي عن معناه ... لم أكن أبحث عن المعنى اللغوي أو المتعارف بين الناس، فلم ألجأ إلى المعاجم ... كنت أبحث عن علاقته بي أنا ... يا ترى، ماذا يربطني به ؟؟ فقد أخبروني أن لكل منا نصيب من اسمه، وقد لاحظ الكثيرون أن صفاتي تنطبق عليه ولكنني أردت ما هو أكثر من ذلك ... وجدت أن بعض الشعراء قد ذهبوا إلى القول بأنه "الشئ شديد الجمال الذي يلجأ إليه الناس عند حزنهم أو ألمهم" ... أحقا ؟؟ ربما، فهذا السؤال لا يستطيع أن يجيب عليه إلا من أنهكه الحزن فوجد نفسه يبحث عني أو عن أي شئ يتعلق بي .. ولكن، ماذا أيضا ؟؟ أجمعوا أنه يعني الفداء .. التضحية ... العطاء ... توقفت كثيرا عند هذه المعاني ... هناك من أخبرني قبل أن يعرف اسمي أنني دائما ما أبحث عن إسعاد غيري ... أضحي بما أملك وإن كان غاليا إذا شعرت أنه يوجد من هو أشد حاجة مني ... أعلم أن معظم أفعالي بها روح الفداء، فماذا يكون الانسان لو قضى أيامه دون إسعاد أحد غير نفسه ؟؟

لم أكتب ما كتبت إلا بعدما سمعتهم يتلفظون به وكأنني أسمعه للمرة الأولى .. هل هذا حقا اسمي ؟؟ قالوه وظل صداه يتردد كأنه لم يعنيني سوى هذه المرة ... وما زال يتردد في أذني إلى اليوم ...ء