قرارات

هذه هي الحياة ... مجموعة قرارات مختلفة الأحجام ومتفاوتة الأهمية ... قد تبدأ بقرار ارتداء أي جورب كل صباح (لا تتعجب، فأنا أتخذ هذا القرار طبقا لمزاجي الصباحي)، وقد تنتهي بقرار العمل في شركة ما أو الارتباط بشخص ما (وما أصعبه من قرار !!) ... انظر إلى تفاوت أهمية هذه القرارات ولكنها جميعا تجتمع تحت اسم "قرار" وعليك بالاختيار ......

كثيرٌ منا إذا اختار شيئا ما وحدث له مكروه بعد هذا الاختيار، قام بربط قراره بهذا المكروه وأصر أنه إذا قام بالاختيار الآخر، لم يكن ليحدث له هذا المكروه ولكنه يجهل أن المكروه لم يرتبط إطلاقاً بهذا القرار وأنه إذا قام باختيار البديل، كان سيصاب بنفس الضرر !!!

ما أصعب ذلك القرار الذي تتخذه بعد أن انقسمت روحك إلى نصفين وظل نصفها الأول في جسدك ليحافظ على بقائه حياً ولكن ذهب نصفها الآخر ليستقر في جسد شخص ثان، ولكن، وبعد أيام، تشعر أنها تعذبت بسبب هذا الانقسام، ربما لأنه لم يأتلف وجودها بداخله وربما لأنها لم تعتاد المكوث في جسد أحد غيرك، فتقرر قراراً ربما أتعسك بعدها أو زاد في ألمك وهو أن تنتزع نصف روحك الثاني من ذلك الجسد ليتحد مع جسدك مرة أخرى .. ربما حينها تسعد بعودة روحك إليك ولكنك كثيرا ما تشقى بسبب هذا القرار ....

أحيانا، وبعد اتخاذ القرار، تظل في تساؤل عما سيقوله الناس ولكنني أحذرك، فإنك إن اتخذت قراراً بناءً على كلام الناس فلن تكون صاحب قرار أو صانع مستقبل، وستظل دون هوية ... ولكنني أطمئنك، لا يجب أن تكون جميع قراراتك صائبة .... ولكن احذر أيضا من اتخاذ قرار بالنسبة لشئ ما لأنه يتشابه مع شئ آخر قد حدث لك في الماضي، فربما اختلف هذا القرار عما سبق ولو بشئ صغير وقد يكون هذا الشئ الصغير هو الفارق الكبـيــــــــــــر في مصيرك......