البحث الذي لا ينتهي

أبحث عن نفسي بين حطام نفسي .... فتارة أجدها ملقاة بين أكوام اليأس وتارة أخرى أجدها بين أشعة الأمل ... ما أصعب الدنيا حينما تحاول جمع رفاتك وكلما وجدت جزءاً ، فقدت جزءاً آخر !!!... تمضي الأيام مسرعة والبحث مستمر ، ولا أدري أأنا التي تبحث عن نفسي أم هي التي تبحث عني لأنها تراني حائرة ضائعة ؟؟؟

تطرق عقلي فكرة الإستسلام ... إحساس جميل أن تتخلى عن كل شئ: ذكريات البارحة، انتظار الغد وحتى توقعات لأيام مشرقة ربما لن تأتي أبداً .... لماذا نوهم أنفسنا أن غداً سيكون أفضل ؟؟ إن كانت هذه قاعدة "تصبيرية"، فلماذا اليوم لم يتحسن عن الأمس ؟؟

يقولون أن تعيش بأمل أو لحلم أفضل بمراحل من العيش على ال"لا شئ"، ولكن هل نسووا أن كثيراً ما تكون هذه أوهاماً لا أحلاماً ؟؟؟ أم تراهم عاشوا حقيقة هذه الأوهام ولكنهم يريدوننا أن نقاسي كما قاسووا ؟؟

هناك من ولد في الهامش ، وهناك من أصبح في الهامش وهناك من سيصبح الهامش مآله ، فكيف لهؤلاء أن يبحثوا عن أشلاء نفسهم في هذه المساحة الضيقة ؟؟ وهل إذا وجدوا جميع أجزائها ستوافق هي على الإتحاد معهم داخل هامشهم الصغير ؟؟

من الغباء أن تنتظر أحدهم ظاناً أنه هو من سيجعلك سعيداً وسيكمل معك رحلة البحث عن نفسك ... ما أدراك ؟؟ ربما كان هو الآخر ينتظر مجيئك ليطلب منك أن ترافقه مشوار بحثه عن نفسه الضائعة أو كان يظن أنك من ستجعل منه كذا وكذا وهو لا يدري أنك لا شئ وتفتقد إلى كل شئ ؟؟؟

بعد عمر طويل قضيته في البحث دون جدوى ، أقول بكل حزم "لا تبحثوا عن أنفسكم ، فلو أرادت هي الرجوع إليكم ، ستعود ولكن في الوقت المناسب " ....