ما التفسير الحقيقي لهذه الظاهرة التي تشعرك بانجذاب فوري أو نفور فوري لشخص تقابله لأول مرة ؟
يقول النبي عليه الصلاة والسلام (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
قال الخطابي في معنى هذا الحديث: يحتمل أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر والصلاح والفساد، وأن الخيّر من الناس يحن إلى شكله، والشرير يميل إلى نظيره، فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير وشر، فإذا اتفقت تعارفت، وإذا اختلفت تناكرت!
وقال الشاعر (شبيه الشيء منجذب إليه)، وفي الأمثال الشعبية ''الطيور على أشباهها تقع''.
لذلك نرى أن الأرواح تقود صاحبها إلى حيث الأرواح التي سيشعر بصحبتها بنوع من الارتياح والتآلف الجميل، فالصالحون يرتاحون لصحبة العلماء والدعاة وحضور ندواتهم وخطبهم ومحاضراتهم وأهل المعاصي يجدون لذة أرواحهم مع الصحبة السيئة، حيث لا حدود أخلاقية ولا دينية ولا خوف وخشية من الله تردعهم، لذلك تضيق أرواح أهل المعاصي عند تواجد أرواح أهل الإيمان بالقرب منهم!
إذن حين تود روحك أن تخبرك بأمر ما نحو شخص تقابله لأول مرة فأنصت إليها واتبع حدسها فإنما هي مثل الجندي الذي لا يرتاح إلا في كتيبته المناسبة.. ومهما حاولت إجبارها على التآلف مع شخص تنفر منه فإن محاولاتك ستذهب سدى لأنك مثل الذي يضع سرجا فوق ظهر نمر ويحلم بترويضه..!
فلا ترهق روحك بصحبة مَن لا تهواه ولا ترتاح له حتى لا تعيش صراعاً أنت في غنى عنه!
وقد قيل قديما ''كل كرهاً واشرب كرهاً ولا تعاشر كرهاً''.
No comments:
Post a Comment
comments are always welcomed :)