قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُسورة الزمر ، الآية 53وفي المستدرك أنّ النّبيّ جاءه رجل فقال:( يا رسول الله أحدنا يذنب ، قال : يُكتب عليه ، قال : ثمّ يستغفر منه ، قال : يُغفر له ويُتاب عليه ، قال : فيعود فيذنب ، قال : يُكتب عليه ، قال : ثمّ يستغفر منه ويتوب ، قال : يُغفر له ويُتاب عليه ،ولا يملّ الله حتّى تملّوا ).ء
أنا شاب في التاسعة عشرة من عمري، وأنا - ولله الحمد - أعد من الشباب الصالح ومن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. ولكنني زامنت معصية منذ بضع سنين كلما تركتها رجعت إليها، وأعزم على التوبة وأسمع كلام الوعاظ فتزداد عزيمتي، ثم بعد أيام تطول أو تقصر أعود إليها فأسرع إلى ذلك فبماذا تنصحني؟
الجواب (الشيخ سليمان بن فهد العودة):ءأولا ينبغي عليك ألا تيأس من روح الله: (إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون). (قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون). فعليك أن تتوب مرة أخرى وثانية وثالثة وعاشرة، ومن تابَ تاب الله عليه، ومن تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه، وربما يقبضك الله تعالى على توبة؛ فإن الشيطان يأتي أحيانا لبعض الشباب ويقول: لا داعي للتوبة وأنت تعرف أنك ستنقضها. نقول: لا... بل تب ولعلك ألا تنقضها.
وفي الصحيح أن رجلا من بني إسرائيل أسرف على نفسه وعمل ذنبا. ثم قال: ربي إني أذنبت فأغفر لي، فغفر الله له. ثم فعله أخرى فقال: ربي إني أذنبت فأغفر لي، فغفر الله له. ثم فعله ثالثة فقال: ربي إني أذنبت فأغفر لي، فقال الله عز وجل: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به، افعل ما شئت فقد غفرت لك.
نأخذ من هذا الحديث أن تكرار الوقوع في الذنب لا يمنع من تكرار التوبة. وإذا أسرع العبد إلى الذنب ثم تاب أسرع الله إليه بالقبول، والله تعالى لا يرجع في شيء أعطاه الإنسان، فإذا محى عنك ذنوبا سالفات فإنه لا يعيدها في صحيفتك لأنك رجعت إلى الذنب.ولذلك فإن ما يشاع ويقال من أن ذنبا بعد توبة أشد من سبعين ذنبا قبلها، هذا ليس بصحيح ولا يصح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا عن غيره، وليس معناه بصحيح أيضا.بل الذنب بعد التوبة هو الذنب قبلها ما لم يكن العبد مستخفا مستهترا مستهزأ بالمعصية وبمن عصاه.
أمر آخر عليك أن تعرف لماذا تقع في الذنب فإن كان وقوعك فيه لجلساء سوء فاجتنبهم. وإن كان وقوعك فيه لعمل تعمله، وظيفة أو دراسة أو غيرها فحاول أن تغير هذا العمل.وإن كان لأنك تنظر مثلا فتجنب النظر، فانظر إلى الباب الذي تأتيك منه الريح فسده لتستريح، فعليك أن تعلم السبب لتسعى إلى إزالة السبب حتى ينقطع عنك الداء بالكلية.مر ثالث عليك أن تقاوم ذلك بكثرة الطاعات فإن الطاعة تقاوم المعصية، والخير يقاوم الشر، والنفس إذا شغلتها في الخير انشغلت به وإلا شغلتك بالباطل. فعليك أن تكثر من الطاعات وتنشغل بأعمال البر الصالحة.أولا لتشغلك عن المعصية.وثانيا حتى في حال وقوعك في المعصية لتقاوم أثرها، والله عز وجل يقول: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل. إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين).
إن الحسنات يذهبن السيئات، يذهبنها من صحائف الأعمال. ولهذا قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : (وأتبع السيئة الحسنة تمحها).ء فتمحى السيئة بالحسنة التي تكون بعدها.وتُذهب الحسنات السيئات أيضا وتمحو أثرها من قلبك، فكثرة الطاعة والصلاة والذكر والتسبيح تمحو أثر المعصية، السواد الموجود في قلبك والقسوة والجفاف، فيكون في قلبك نور وإيمان وإشراق.وتمحو أثرها من حياتك أيضا فتجد توفيق الله تعالى وتأييده لك إذا أقبلت على الطاعات
وفي المستدرك أنّ النّبيّ جاءه رجل فقال:( يا رسول الله أحدنا يذنب ، قال : يُكتب عليه ، قال : ثمّ يستغفر منه ، قال : يُغفر له ويُتاب عليه ، قال : فيعود فيذنب ، قال : يُكتب عليه ، قال : ثمّ يستغفر منه ويتوب ، قال : يُغفر له ويُتاب عليه ،ولا يملّ الله حتّى تملّوا ).ء
No comments:
Post a Comment
comments are always welcomed :)