ها هي أخر لحظات مراهقتي ترحل عني وتتركني مع أول ثوان من سن الشباب، عمر الزهور .... مضى عقدان من عمري بألامهم وأحلامهم ومضت معهم طفولتي التى أتمنى لو تعود ( برغم ما كان بها من حزن ) لأظل طفلة إلى الأبد ... لم تكن طفولتي كباقي الطفولات، فأنا " حاملة الأحزان " منذ عامي الخامس ... تمضي سنون حياتي واحدة تلو الأخرى وكل عام جديد يحمل من المتاعب المزيد ... لست كباقي البشر، فأنا لم أحب هذا اليوم أبدآ وأقضيه في البكاء ، فيا ليته ما كان ... فأنا من من حضر إلى الدنيا ليحزن وكلما ظن أن فرجه قد حان، جاءته عثرة أخرى تبشره أن الفرح ليس من حقه ، فيجب أن يظل مقعدآ بين يأسه وآلامه ....اختلف يوم مولدي هذا العام ... عفوآ ، لا تظنوا أنه كان مفرحآ ّّّ!!! أنى له أن يكون خاليآ من الأحزان ؟؟؟ لكنني اتخذت فيه قرارآ يعد مصيريآ ... لا أدري إن كنت سأندم في المستقبل على هذا القرار ولكنني شديدة السعادة في الوقت الحالي، وهذا المهم .... ليست سعادتي قلبية لأنني سأخرج من حياة أعز الأشخاص إلى قلبي .... يعتصر قلبآ ألمآ، أقسم أنني لم أشعر بحرقة في حياتي كالأن، ولكنني واثقة أن هذا هو الأفضل لهم وإن كانوا لا يعلمون ... ربما حزنوا على فراقي يومآ أو يومين، ولكن سيكملوا مشوار حياتهم مع واحدة غيري، فالعالم ملئ بالسعداء ...
اتخذت قراري وقلبي يدعو لهم بالسعادة والتوفيق فهم يستحقون كل خير ... كانوا أجمل ما حدث لي في عامي الماضي ولكن كيف للسعادة أن ترافقني طويلآ ؟؟؟ لذا، قمت بطردها من حياتي قبل أن تشد هي رحالها، فحينها لن أقوى على الاستمرار في درب التعاسة ... أثبت لنفسي أنني أقوى على هذا القرار ولكنني لم ولن أقوى على نسيانهم ... ولأن حياتي اعتادت على الأوجاع، فلن يكون الوضع مختلفآ بعد تركهم .... ربما استمررت معهم لو كانت هناك أي مبشرات ولكن – وكالعادة – كانت العقبات في ازدياد كل يوم حتى أصبحت لا تطاق ولم أحتمل المزيد من الصبر حتى أكون برفقتهم ... أعلم أنهم يتمنون لو يظلون معي إلى النهاية ولكن ما أدراني ؟؟؟ ربما لحقتهم الألام التي طاردتني عشرين عامآ !!! لذا، ومن حبي الشديد لهم، سأبتعد عنهم كي لا يصابوا بالذي طالما أصبت به ... أخشى أن يظنوا أنني لا أريدهم !!! لا زلت أحبهم ولكن هذا هو قدري في البعد عن كل من أحب .... ولن أسمح لأحد من بعدهم ان يقترب من حصني خوفآ عليه .....

ها هي آخر ساعات عامي العشرين تودعني وأنا أودع معها أكبر جزء من أحلامي وأعز الأحباب إلى قلبي وكما يقولون، لا تدري ما قد يحدث في المستقبل ؟؟!!! ربما كفت الأهات عن مطاردتي ولكنني أشك أنهم سيظلون في انتظاري حينها ... لذا، فأنا لا أريد أحدآ حتى وإن تحسنت أوضاعي والتي محال أن تتحسن .. وداعآ يا من جعلتم عامي العشرين مغمورآ بالسعادة ( رغم ألامي الأخرى ) ... إن صدق حبي لكم وحبكم لي قد شفى الكثير من الجراح ... وهاأنذا الأن أعود إلى حصني ثانية مغلقة جميع أبوابه خلفي ... سأظل محتفظة بكل ما أهديتموني إياه، وبكل ذكرى سعيدة .. وسأكتفي بالذكرى حتى يحكم الله في أمري فذكراكم تضف الألوان إلى حياتي وأرجو أن تكونوا سعداء مع غيري ...
ابنة العقدين






