عروس البحر الأبيض

عروس البحر الأبيض

Sunday, June 21, 2009

زهرة رقيقة




تحدثوا عن واجباتتها ولم يتحدثوا عن مكانتها وفضلها


هذه هي المرأة ... تستيقظ في الصباح الباكر لتوقظ الجميع، هذا لمدرسته وذاك لعمله .. ومن منا يكون إيقاظه سريعآ ؟؟
تبدأ مرحلة " قم يا حبيبي " و " هيا ستتأخر " وهذا لا يسمع، وذاك يسمع ولكنه متكاسل عن القيام ... وبعد عناء يمتد طويلآ، يستجيبون لنداءاتها ولكن بوجه عبوس، ويبدأ كل منهم في سب الحياة، المدرسة أو العمل ... وبعد التأكد من عدم نوم أي منهم في المرحاض، تعد لهم طعام الإفطار ولكن لا أحد يريد أن يأكل، فجميع عقولهم مازالت تفكر في النوم ... ثم تقوم بكي ملابسم ولكن هذا لا يريد أن يرتدي ذاك القميص اليوم، وهذا لا يحب ما وضعته له من طعام ... تقوم بتوديع الجميع بابتسامات وتمنيات بالنجاح، ثم تسرع بالنزول لشراء متطلبات المنزل من طعام وأدوات للتنظيف ... وبعد أن تعود منهكة محملة بالأكياس وقد تشاجرت مع هذا البائع وذاك لأنها تسعى إلى عدم تكلفة زوجها، تقف حائرة في منتصف المنزل: " يا الله !! من أين أبدأ ؟ آآآه !! هذه رحلة أخرى من الألم !! بسم الله "

.. تبدأ بترتيب غرفهم وتغير أسرتهم وتجميع الملابس من الأماكن الغير معتادة: تحت السرير، خلف المكتب، " يا الله !! كم مرة أخبرهم أن هناك سلة للملابس في دورة المياه ؟؟ اللهم اهدهم " ... ثم تسرع إلى المطبخ لكي تقرر ماذا تعد لهم على الغداء .. " البازيلاء ؟؟ ولكن ابني لا يحبها .. البامية ؟؟ ولكن ابنتي لا تحبها ... الملوخية ؟؟ ولكن زوجي لا يحبها .. إذا، ستكون صينية البطاطس بالدجاج، فجميعهم يحبونها مع أنني لا أحبها !! " ... فتبدأ عملية التقطيع والتحمير .. تترك الطعام لينضج وتذهب لغسل ملابسهم وطيها ... تلاحظ أن غرفة المعيشة متسخة من جلوسهم بها مساء أمس فتقوم بترتيبها ولا بد من التنظيف الدائم للمطبخ والحمام، فهم سريعو الإتساخ .. وما إن تجلس لالتقاط أول أنفاسها حتى تسمع طرق الباب .. "ها قد أتى ابني الحبيب " ... تسرع لفتح الباب ببشر وتستقبله بقبلاتها المعهودة، ولكنها تجده وكأي يوم آخر، مكتئبآ ويخبرها أن تبتعد عنه ويذهب لغرفته .. تذهب إلى المطبخ لتتأكد من نضج الطعام ولكن سرعان ما يدق الباب مرة أخرى معلنآ قدوم ابنتها ... تسرع لاستقبالها بقبلاتها الحنونة ولكن ابنتها هي الأخرى لا تريد أن تتحدث مع أحد فتتأفف من الحياة وتذهب إلى غرفتها .. ..



تبدأ مرحلة الاستعداد لاستقبال لحبيبها وزوجها فتقوم بتغير ملابسها وتتزين وتتعطر وهي شديدة التعب وبعد قليل، يطرق الباب معلنآ قدوم الحبيب، فتهرول إليه مستقبلة إياه بقبلاتها الحانية وأحضانها الآمنة وتسأله عن يومه، ولكنه يرد عليها بوجه عبوس وملابس مغرورقة بالعرق ويخبرها بأنه قد مل من الحياة ويبدأ في سب عمله وجميع الناس، فتذكره بمحاسن الدنيا وتساعده على تغير ملابسه وتبدأ بتجهيز مائدة الغداء فيحضرالجميع ويأكلون بنهم، فهذا يتحدث عن مشاكله التي لا تنتهي والأخر يظل صامتآ لأنه قد مل من الحياة وهي لا تستحق التحدث عنها، وهي منصتة تحاول أن تهون عن هذا وتخفف ألام الأخر .. ثم يقوم الزوج لينام والأولاد لتأدية الفروض المدرسية، فتقوم هي بغسل الصحون ... وما أن يأتي المساء ويستيقظ الزوج حتى تعد لهم الشاي والحلوى، ويجلس زوجها في الردهة لمطالعة بعض الجرائد أو لمشاهدة التلفاز، أما ابنتها فمازالت تحدث صديقتها وابنها لم يترك جهاز الكمبيوتر بعد، ولكنها ما تزال مبتسمة، فمجرد وجودهم في حياتها، يعني لها الكثير .. ثم يأتي الليل، فتعد لهم طعام العشاء، ويخلد كل منهم إلى النوم ولم يسألوها عن يومها أو حالها أو مما تشتكي ... ثم يقول الجميع أن هذا هو دورها في الحياة ؟؟؟ حقآ ؟؟ أتكون المرأة دائمة الخدمة لزوجها وأهل بيتها ولا يقابلونها ولو بالمعاملة الحسنة ؟؟ وإذا أخطأت أو أخفقت في عمل ما، انهالوا عليها بالعتابات !!!
قالوا: هذه هي زوجتي، وأخذوا يصفون بأنها يجب أن تكون مكتملة، بها جميع الصفات الحسنة، ونسوا ( أو تناسوا ) أن الرجل هو الشطر الثاني من المجتمع، فلن تكتمل الحياة ولن تكتمل المرأة إلا إذا بدأ الرجل بالاهتمام بنفسه وبها، ويجب أن يشعرها دائمآ بحبه، فهي أكثر من مجرد خادمة له، حاضنة لأطفاله طاهية لطعامهم !!!
أنا لا أقول أن جميع البيوت هكذا، ولكن وللأسف، لم يبقى سوى القليل من من يقدرون معنى الأسرة والحياة الزوجية السعيدة، فقلما تجد من يسعى ليكون أفضل وأن يسعد زوجته ولو بطيب الكلام وحلو المعاملة ...

نسأل الله أن يرزقنا جميعآ أزواج صالحة تحسن معاملتنا وتكون طريقنا إلى فردوسه .. آمين وأعتذر عن الإطالة ...ء


بقلم : فدوى أحمد ... ويبقى الأمل

1 comment:

Anonymous said...


تعرفوا إيه اللي مغايظني فعلآ ؟؟؟ إن الأم لما ترجع من برة شايلة حاجات كتيرة وتعبانة أوي، بتدخل البيت مبتسمة لكن احنا دايمآ بندخل مكشرين .... ربنا يخليك ليا يا ماما ويرحمني إذا كنت في مكانك في يوم من الأيام .... :| ء

Post a Comment

comments are always welcomed :)