عروس البحر الأبيض

عروس البحر الأبيض

Sunday, December 18, 2011

في الهامش


هكذا كانت وما زالت ... ليس لها وجود ... ظلت أعواماً لا تشعر بوجود نفسها ... وكيف تشعر بها ولم يشعرها بها أحد ؟؟ كيف تعلم أنها من البشر إذا لم يخبرها أحد بذلك ؟؟؟ لم يحدث أن ذاقت طعم الانتماء في يوم من الأيام ... إلى أي شئ كانت ستنتمي ؟؟ كان انتماؤها الوحيد للحزن والوحدة والألم .... كانوا يلومونها على تصرفاتها: "إنك لست سوية" !! "إنك تتصرفين كالأطفال" !! "إنك غبية" !! "لا تفهمين شيئا" !!! إنها حقاُ لم تفهم شيئاً ، كيف يكون الإنسان سوياً إذا كان غير معترف به ؟؟ هكذا ظلت طويلاً حتى بدأت تشعر أن هناك شيئ ما ... لا بد أنهم صادقون ... لِمَ يظلمونها إذا كانوا أقرب الناس إليها ؟؟ لا بد أن هذا هو "الحب وطريقة البحث عن مصلحة من تحب" ... كانوا دائما ما يضخمون كل أفعالها السيئة ويَذكرونها في كل وقت ولكن لا يبالون بأي عمل صالح ... كانوا يعايرونها بابتلاءات رزقها ربها بها ويلومونها على أي وضع سئ هم فيه .... هكذا ظلت طويلاً : في الهامش ...

ولكن ، وبعد أن تركتهم لفترة قصيرة ، حدث ما لم تكن تتوقعه .... ما هذا ؟؟ كثير من الناس يمدحونها !! والآخرون ينعتونها بأجمل الكلمات !! لا بد أنه حلم !! لا بد أنها مجاملات وبحث عن مصالح ... فالجميع اجتمعوا على نفس الألفاظ !!! فكرت كثيرا في أقوالهم .... لا بد أنهم يكذبون !! إنها تسمع هذه الكلمات لأول مرة في حياتها !!! جلست كثيراُ تبحث في المعاجم عن المعنى اللغوي لهذه الكلمات فوجدتها لا تعبر إطلاقاً عن وتتنافى تماماً مع ما كانت تسمعه واقتنعت به في الماضي ... ترى من كان صادقاً في حديثه عنها وإليها ومن كان مُجاملاً ؟؟ لم تعد تعرف مقاييس الخير ولم تستطع تصنيف نفسها ... لم تعد تثق في أحد .... ما زالت تشعر أنها في الهامش ....

إنهم لا يعلمون أن كثيراً ما يكون الذي في الهامش ذو أهمية كبيرة ... ألم نكن نكتب الأشياء المهمة في هوامش صفحات الكتب أيام الدراسة ؟؟ هاهي الآن في حيرة شديدة ، أتراها تظل في الهامش إلى الأبد أم أنه سيأتي من يولد ثقتها في نفسها ويمحو ما سمعته وشعرت به طوال حياتها ؟؟ إنها واثقة أنه في يوم ما ، ستصبح هذه الهوامش المحتوى الأساسي لكتاب ما ....

No comments:

Post a Comment

comments are always welcomed :)