" لازم أنزل حالآ وإلا ...." ... أقعد أرزع حاجات في أوضتي عشان أوصل لحاجة ألبسها وفي الآخر, لضيق الوقت, ألبس اللي بلبسه كل يوم, وطبعآ مكويش هدومي والفضل برضو يرجع للوقت, " هو في حد أصلآ بيجي بهدوم مكوية في سي إس دي "؟؟!! .... ألاقيها سبعة وربع, " توء توء " .... أسحب رفيق دربي - اللاب توب, هيكون مين يعني - وكتفي ينزل حوالي شبر عن مستوى الكتف التاني, امممم, عشان كدة أنا قاعدة بقصر!!! القسم دة مش سايب لحد فرصة يكون طويل أو حتى عالأقل يفضل طويل!! أمسك ست سبع شرابات في إيدي عشان ماما تفرزهملي وتلاقي اتنين زي بعض, أبص بصة أخيرة على أوضتي, ألاقيها مقلوبة ومفيش حاجة في مكانها وفي نفس الصورة اللي بسيبها عليها كل يوم ( يعني كل حاجة تمام ), أراجع كدة في عقلي بسرعة عملت تل الشيتات ولا لأ, تجيلي الإجابة فورية وبصوت مألوف " ودة سؤال بردو؟ هو أنت فاضية ؟؟ " طب عملت البروجكتس اللي عليا؟؟ نفس الرد " هو أنت فاضية " ... عندك حق, كلام زي العسل, أمال أنا بعمل إيه كل يوم ولا المفروض أكون بعمل إيه؟؟؟ والله ماعرف ... سبعة ونص ...
" مامااااااا, غيري حجارة الساعة وحطي واحدة فاضية شوية أصلها بتمشي بسرعة أوي, وللا أقولك, هاتي نحطها عندنا في الفصل يمكن الوقت يعدي بسرعة في الزنزانة !! " ....
بعد محاولات عديدة, ماما تلاقي شرابين ممكن تقول إنهم يقربوا لبعض ( ولاد عم مثلآ )... أكمل لبس وأبوس إيد ماما
" إدعيلي يا ماما ما ينزلولناش بروجكت النهاردة, وادعيلي أفهم ولو نص الكلام اللي بيتقال في المحاضرة " ...
" بروجكت إيه يا بنتي, هو انتو سلمتوا اللي فاتوا عشان ينزلوا غيرهم؟؟!! " ... تطبطب عليا " إنت هتدلعي علينا؟؟ دانتي مهندسة كمبيوتر أد الدنيا, ولا إيه؟؟"
يا خسارة, حتى ماما مش راضية تصدق إنهم بيقضوا علينا حبة حبة ....
" ربنا يوفقك يا بنتي وأشوفك عرو ....... " ...
" متكمليش أبوس إيدك, أنا في إيه ولا في إيه, يللا, يا رب بس الدكتور يدخلني أو عالأقل يقوللي " خشي من ورا " .... صحيح يا ماما, هو الأتوبيس فاتني ولا لسة؟؟ طب هو فين لانش بوكسي ؟؟ " ...
يظهر بابا فجأة وراها وعلى وشه أمارات الغضب ( إن شاء الله هيكون يوم غير عادي ) إنذار خطر, أبعتله بوسة في الهواء وأقفل باب الشقة ... أدوس على زرار الأسانسير, مش شغال, مصرييييييييي.... أجي أصرخ, ألاقي ماما طلعت من الشقة وعملت حبة حاجات كدة في الأسانسير ( بردو) يجي شغال زي الفل, تبدأ ماما " مش المفروض تتعلمي إزاي .... "
" ومين قاللك إني هسكن في عمارة فيها أسانسير بايز, قصدي مصري؟؟؟ ربنا يخليك ليا يا ماما, بجد مش عارفة من غيرك كنت هعمل إيه, متجربي تيجي يوم عندنا الكلية تعملي حبة حاجات في البروجكتر ( يا ترى هو كمان مصري ؟؟ ) ... يا رب أوصل قبل مالفترة الأولى تخلص ".... أدخل الأسانسير, يقعد يتنطط بيا, أفتكر أخر إصداراتي :
بكلمة تتصلِّح .... وبكلمتين تخرب
وبابك لابيفتح .... إلا بعد كتييير
دي الكهربا بتبين ... بين بايز ومنيل
وفولتها مش هيين ... بيكهربنا كلنااااا
طلعنا ونزلنا ... فيك يا صندوقنا
يا رب طلعنا ... منه على خييييير
العلبة بتعدي ... على دورنا وتهدي
يا حظي مين قدي ... أنا دُست عالزوراااار
دة نورك بيطفي ... وأنا إيدي على قلبي
وأقول يا ربي ... قصرلي المشوااااار
بعد ما استويت رج في الأسانسير, ألاقي حمادة ابن الجيران زي كل يوم بردو بيعيط عند مدخل العمارة وماسك في هدوم مامته, ومامته بتقول " يللا يا حبيبي, عشان تبقى مهندس زي طنط منال " ... هو أنا عشان دخلت سي إس دي أبقى طنط؟؟؟ ابتسملها بغيظ وأقول في نفسي " والله لو كنت أعرف إنهم هيعملوا كدة فيا ماكنت روحت الحضانة من أصله !! هيا الأمهات بتدعي على عيالها ليه؟؟ أكيد ماما كانت بتقوللي " يللا روحي الحضانة عشان تبقي مهندسة قد الدنيا ", ومن ساعتها وأنا قاعدة بطخن وقربت أبقى قد الدنيا فعلآ بس ربنا يعين على حتة باش مهندسة دي ... أطبطب على حمادة " اسمع كلام ماما يا حبيبي, لازم تخش كمبيوتر, إشمعنا يعني أنا بس اللي أتعذب؟؟" .... أول ما رجلي تخطي باب العمارة, أغمض عيني وأخد نفس عمييييييق, " جياااااالك يا سي إس ديييييي !! " ...
يبدأ الإختيار ( سلسلة من ال if وال else ), يا ترى أروح بالترام وأوصل عالفترة الرابعة, ولا أتوبيس واحتمال ماوصلش عشان الوقوف المتكرر, ولا تاكسي واحتمال مدفعش عشان قلة أدب السواق؟؟؟ طبعآ أوصل للحل اللي مش موجود: أمشي واحتمال ماأكملش!! أبدأ مرحلة المشي وتعدية الشوارع, إيه دة, انتو صدقتوا؟؟!! هو حد يقدر يروح سي إس دي مشي بردو وهو شايل تلاتة كيلو حديد على كتفه ؟؟ على كدة بقة أكيد هيوصل تمانية ونص بالظبط بس اليوم اللي بعده !!! أنا همشي بس لحد الشارع العمومي ... يا رب ماحدش يسيأ بلكونته على راسي النهاردة ولا ست تعصر هدومها ولا حد يتف من فوق!! أجري عشان مايصبنيش أي بلل من فوق عشان (كما تدين تدان ), ( أصلي وانا صغيرة كنت بكب مية عاللي في الشارع بالذات لو راجل أصلع ), بس هروح من المية فين؟؟؟ الشوارع كلها غارقانة, الصرف عمره مهيتصلح عشان مصريييييييي, انا نفسي أفهم إزاي المية بتكون مقطوعة والشوارع غرقانة؟؟ هي المية بتهرب من المواسير؟؟ ... اممم, مواسير مصريييييية ... كل ماعربية تعدي, تثبتلي إني مش لازم حد ينزل مية من فوق عشان أتبل وتخليني أكره اليوم اللي فكرت أنزل فيه من بيتنا... أوصل للشارع العمومي من غير إصابات "مائية" على راسي: مش بقولكو إن شاء الله دة يوم مش عادي!! ألاقي ناس كتيرة أوي واقفة وقاعدة بتشاور لكل حاجة معدية, لبتاع الروبابكية, لبتاع الطماطم حتى للعربيات الملاكي, وأسمع ناس بتقول " يا رب لو محدش راضي ياخدني, خدني انت!!" ... يا سلام عالشعب المصريييييييي وتفاؤله !!... مفيش داعي أشاور عشان الشارع كله قاعد بيشاور ومفيش أي إستجابة... فجأة مشروع مليان ناس يقف, الناس كلها تجري عليه, رجالة تزقني ورجالة تلزأ فيا ( أهي فرصتهم بردو ), المهم, كل شوية مشروع يقف والناس تهجم ولسة عدد الناس الواقفة زي مهوا, دة كمان أحيانا بيزيد exponentially.... أفتكر ( عند اليأس يأتي الفرج ) وأقول بصوت عالي يخلي اللي واقف جنبي يحسبني مجنونة ويبعد عني " خلاااااااص, أنا يأست, مش هروح الكلية النهاردة!! " ... فجأة مشروع فاضي يقف قدامي بالضبط وأركب وأنا في أشد الإستغراب ( مع إن نفس الموقف بيتكرر معايا كل يوم ).... ولتكملة مآسية اليومية, السواق -وزي أي مواطن مصريييييييي- يطلع علبة " حرق الرئة " بتعته ويولع, أقعد أكح بصوت عالي جدآ وأتمنى إنه يكون عنده دم, أكيد هيفهم وهيطفيها, لكن لا حياة لمن تنادي, وهو اللي ينادي " يللا اللي عنده أجرة ورا " ... أقترح على نفسي أقوله " طب لو سمحت طفي السجارة عشان طول ما أنا مش عارفة أتنفس, مش هقدر أديك ولا مليم " بس تجاربي اللي فاتت مع السواقيين تفكرني ب ( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) ...
أقرر " لو سمحت أنا مش قادرة أتنفس, ممكن تطفي السجارة ؟؟ " ...
" أنا ملحقتش أشربها, واللي مش عاجبه, ما يركبش معايا !! " ...
صراحة, أنا كل يوم بتأكد إن الشعب المصريييييي بيخر ذوق من كل حتة ... أدوخ في المشروع حبة, ويجيلي إختناق حبة, فأحضن الاب توب المخلص واقوله " طول مانا شايفك جانبي, أنا مطمن من قلبي " عشان معناها انني لسة مافقدتش الوعي ... استرجع شريط ذكرياتي كله وألاقيه مليان بروجكتس و algorithms ( يعني مش حاجة تزعل لو سبتها ), وأقعد أعاتب نفسي عالغلطات اللي عملتها ( الفايدة بئة في مصر إن كل شوية الواحد بيتعرض لحاجة تخليه يحس إنه قرب يودع الحياة ), وأفرح ان في شيتات معملتهاش وإلا كان ممكن أعملها ومتتسلمش ( بهزر) ... بعد ما يخلص تلات أربع سجاير وأنا أخلص مخزوني من الأكسجين في الدم وأوصل للunstable state بتعتي, وبعد ما أعدي على كذا حادث مرور, ألاقي مبنى الهندسة العتيق الآيل للسقوط كما أكدت مصادر كتيرة...
" هندسة معاك لو سمحت " ...
يعدي على هندسة وأقعد أقوله على جنب, بس ميسمعش إلا المرة العشرين لما تكون الكلية إختفت من قدامي, ( مع إن الناس كلها دايمآ بتشتكي من علو صوتي ), كدة أنا هضطر أركب مشروع للرجوع ... يقف والناس تفضل قاعدة زي مهيا, لا حد يفتحلي الباب ولا حد هنا أساسآ, الناس كلها سرحانة في دنيا تانية, ربنا يعينهم على مشاكلهم, أكيد ليهم قريب في سي إس دي !!! ...
" الباااااااااب لو سمحتووووو"....
وأنا لسة بنزل, ألاقي المشروع بدأ يمشي, فيا إما أقع في الشارع على وشي يا إما أشخط في السواق .... فاكرين كدة خلاص مشاكلي انتهت ؟؟؟ دة كان مجرد تسخين للي هيوروهولنا في القسم ... لما رجلي تعتب باب المكتبات, أحس بإرهاق وتعب شديد من البهدلة بتاعت الصبح, عشان الدكاترة اللي بتقول " إحنا لسة الفترة الأولى, لحقتوا تتعبوا ؟؟" يعرفوا إن كان في قبل فترتهم, فتراااااااات من البهدلة والآهااااااااات ....
No comments:
Post a Comment
comments are always welcomed :)