عروس البحر الأبيض

عروس البحر الأبيض

Monday, December 29, 2008

يوميات فتاة مصرية سي إس دي هية .... 3


لما تعدي على فصل وتلاقيه بينبع منه " جدو علي عنده خروف " ، " كوكو واوا "، " باروم بيلا "، " ذهب الليل طلع الفجر " أو " عاصم واقف شاف عصفورة " ( والليستة تطول )، يبقى انت أكيد قربت من سنة ثانية ... مساكين، مش قادرين نستمتع بسن الشباب فقلنا نفتكر أيام الطفولة قبل ما نعرف شبح " سي إس دي " ...

كان يوم دراسي عادي ... طبعآ لازم تاخد بالك إن معنى عادي في قاموس " سي إس دي " غير باقي القواميس ... فكلمة عادي عندنا ( وبكل فخر ) معناها: " تنزل من البيت سبعة ونصف وترجع سبعة ونصف ( إيه الشغل اللي بيخلص في ساعتها دة !! )... مش هما بردو بيقولوا إن الكلية " بيتي الثاني " ؟؟ خلاص، يبقى لازم العدل بين البيتين عشان ما حدش يزعل، النصف بالنصف .... عادي كمان يعني تقعد مبلم ( أو مدعي الفهم ) طول ما الدكتور قاعد بيشرح حاجات " المفروض تكون عارفها " عشان دي أساسيات ( وانت والله عمرك ما سمعت عنها )، بس انت راجل بتاع كمبيوتر، وكل مادة بينزللها " شيت " و " بروجكت " ولو الدكتور بيحبك وبيدور على مصلحتك, هينزللك كمان " أساينمنت " ( متسألنيش الفرق بين ال " بروجكت " وال " أساينمت " إيه عشان أنا نفسي معرفش ) ... من ضمن معاني عادي ان طول ما انت عايش، مخك بيفكر في حل algorithm دون توقف، وممكن يقعد يفكر ويتوغل أوي لدرجة إنه ينسى هو بيحل إيه أصلآ ... أكيد في معاني ثانية لعادي، بس لا الورق ولا الوقت يسعوني لذكرهم كلهم ...

طبعآ اليوم العادي دة ما يبقاش عادي إلا إذا كان فيه محاضرة لذيذة من بتوع ال " كونترول " ... وزي ما أكتركم عارفين، فالمحاضرة دي في غنى عن التعريف ... بعد نصف ساعة من " الخيابة " وال " فضيحة " و " مش كفاية انكم أغبية، كمان بتتكلموا؟ ", قعدت أدندن بآخر إصداراتي :

كنا في أواخر المحاضرة وتفكيرنا مات,

زي السكاشن عشنا مع بعض في آهات...

أنا كنت لما أفهم بحس بانبساط,

أنا كنت بغمض عيني واكتب روايااااات ....

والدفعة في وقت المعمل يجروا يستخبوا,

وأنا كنت بجري على المعيد عشان أسلمله...

ولحد لما العشاء تأدن ببقى بناقشه,

وأفضل في عز العيد أحل في شيتاااات...

على غفلة ليه القسم بعد ماحبيناه,

وفرَّحنا شوية رجعنا كرهناه...

والقسم من يوميها يا دفعة عِرِفناه,

دايمآ بياخد مننا كل الحاجااااات....

وسط الشوارع طلاب كتيرة مروحين,

إلا ولاد قسمنا في الفصول قاعدين ...

ولسة عندنا أمل في الدكاترة والمعيدين

وبنقوللهم "سي إس دي" كرهناااه !!!

صاحبتي تقطع العندليب ( أنا طبعآ ) وتقوللي بكل سرور " آه صحيح !! مش كروت الدعوة لحفلة التفوق نزلت؟؟ " ...

" تفوق مين يا بنتي ؟؟ دة شكل تفوق بردو ؟؟ دا احنا ناس خايبة وحتى ما نعرفش نعمل إيه لو ال poles كلها complex " ...

" بتكلم جد، أنا أخدت الدعاوي بتعتي، روحي خذي بتوعك " ...

" ياااه !! سبحان الله !! الواحد أول ما دخل القسم كان بيعد الامتيازات اللي أخدها، وبعد زمن بسيط بقة يعد المواد اللي احتمال يشيلها، يا رب ما يكونش ال كونترول واحد منهم عشان أثبت للدكتور إني مش خايبة ... ربنا يسهل وألاقي وقت بين الفترات أروح أجيبهم، أصل الدكاترة فاكرين ان الفترة ساعتين إلا ربع !! " ...

" أنا أصلآ مش عاوزة أروح الحفلة ... أروح بمناسبة إيه ؟؟؟ إذا كان مستوايا الدراسي قاعد بينزل ب order n n حيث أن n عدد صحيح يقع في ال interval من 10000 إلى ∞ .. وهو عدد قابل للزيادة، يعني الله أعلم لما أوصل سنة ثالثة ( بأقل خسائر ممكنة بإذن الله ) هيكون بقة كام !!! يمكن ساعتها ما يقدرش يتخزن وأضطر أخترع حاجة ب mantissa أكبر عشان تخزنه صح ... مين عارف " ...

" يلا بس، دة يوم من نفسنا " ...

تسمع صاحبتي الثانية الحوار فتقول بحماس " صحيح، أصل احتمال كبير تكون آخر فرحة لينا ويمكن أوي ما نحضرش حفلات كدة ثاني إلا إذا كنا معزومين ( مش عارفة مين يعني اللي هيعزمنا إذا كنا كلنا مش هنجيب امتياز ) ... حاسة إني هودع الامتياز السنة دي " ....

" وليه الامتياز بس يا حبيبتي ؟؟ ما الجيد جدآ بردو بدأ يودعنا ... سيبوكم من التقديرات دي، أنا بقترح يعملوا تقدير اسمه " خايب " لقسمنا بس، وأنا أضمن اننا هنكون سوى فيه, وكمان يعملوا حفلة للخايبين عشان يبسطونا، ويا سلام لو الواحد اتخرج ب " خايب مع مرتبة الشرف " !!! " ....

بعد مناورات كتيرة، نقرر إن محدش فينا هيروح عشان ورانا جبال من البرامج وتلال من الشيتات وهضاب من المذاكرات ... خسارة فينا كروت الدعوة، كنا اديناهم لحد نفسه يحضر حفلة " العزاء للتأنق " .... نسمع إن في ناس في الدفعة غيرنا رايحين " سيبك منهم، دي العيال اللي مش خايبة واللي بتعرف تجيب la place transform في ثوان " ....

تمر الأيام ال " عادية "، والواحد ينسى موضوع الحفلة ( معرفش الدعاوي وديتها فين )، صحبتي تقوللي بعد محاضرة مليانة صراع مع ال errors في تمثيل الأرقام داخل الكمبيوتر " روحي خدي شهادة التقدير بتاعتك من الادارة " ...

" ما شاء الله !! هو انت لسة فاكرة ؟؟ أنا القسم نساني اسمي ... ربنا يسهل وألاقي وقت فاضي أجيبها " ....

أجري على الادارة وألاقيها زحمة أوي والطلبة بتزق بعضها وبتتخانق كأنه منفذ بيع الخبز للجمهور ( شباب مصريييييييي )، طبعآ عشان أنا مش خايبة، ما أقفش في طابور العيش واسأل الراجل من بعيد عنها، يقوللي أجي بعد الفترة دي تكون الزحمة خفت ... وأنا جيا أمشي، الموظفة توقع كباية الشاي بتاعتها على شهادات التقدير اللي على الطربيزة وتقعد تمسحهم بمنديل مكبوب عليه شاي بردو !!! أدعي ربنا يحفط شهادتي، ممكن تكون آخر فرحة ليا, خلوا الختام مسك مش شاي !!! بعد ما نصف وقت المحاضرة يعدي وأتأكد إنها ملغية، أروح تاني وبالفعل تكون الزحمة خفت ... تسلمني الموظفة الشهادة وهي مبتسمة ( أكيد ما تعرفش مدى خيابتي عشان كدة بتبتسملي، بس طبعآ لو وصلها الخبر هتتحول من stable إلى unstable ... أتأمل الشهادة دقائق وأنا بقول " يا ترى دي آخر مرة ولا الأمل موجود ؟؟ " ... أفتكر إن في حاجات أهم من اللحظات الرومانسية دي فأرجع الزنزانة وأنا خليط من الفرحة عشان أخدتها ومن الحزن عشان احتمال ما أخدهاش ثاني ...

ودلوقت الأيام بتعدي وأنا لسة مقررتش: " هل أعلقها على الحيطة قدامي عشان كل ما أيأس أبص عليها واشتغل أحسن ولا أنفيها من الوجود عشان طول ما أنا شايفاها، هحسب إن مستوايا زي ما هو بتاع زمان وهحس إنني " مش خايبة " ؟؟؟!!!

No comments:

Post a Comment

comments are always welcomed :)