عروس البحر الأبيض

عروس البحر الأبيض

Tuesday, September 14, 2010

قررت أن أضحك


قررت أن أضحك !!!

(علمتني الأيام ألا أسخر من جراح أحد، لأنني ربما أصبحت صاحبة هذه الجراح في يوم ما)

من عدة أيام، قرأت كلاما جميلا لزميل لي بعنوان "قررت أن أبتسم".. أكثر ما شدني في الموضوع عنوانه لأنني هكذا كنت أخاطب نفسي دوما.. عندما تصارعني الأيام وتأخذني إلى قمة الألم، غالبا ما أحدث نفسي والدموع تغمر عيناي قائلة "لا عليك يا فدوى، فأنا قررت أن أبتسم" وسرعان ما أجد ابتسامة على شفتاي برغم كل شئ ... وفي كثير من الأوقات -ولله الحمد- أجد الشجاعة الكافية لرسم ابتسامة أكبر على شفاه غيري .. ولكنني اليوم، وبعد ما بلغت من الأوجاع ما بلغت، لن أبتسم، بل سأضحك !! نعم، فاليوم "قررت أن أضحك" !!

سمعت العام الماضي فكاهة لذيذة: (يقول الشاعر: وإذا الهموم على الأكتاف تشعبطت *** فاضحك وقل لها "ياختي انزلي") ... لاحظ أن القائل لم يكتفي بحثنا على الابتسامة ولكنه نصحنا بالضحك ومنذ ذلك الحين، وكلما رأيت رفيقة لي حزينة، أنصحها بالضحك وأن تقول لهمومها "ياختي انزلي"!!

قد تكون متعجبا -عزيزي القارئ- من كلامي بعض الشئ: من قال أن المشاكل تُحل بالضحك ؟؟ إذا أخبرني أنت، وهل تُحل بالحزن أو البكاء ؟؟؟ أعْلَمُ يقينا أنه في كثير من الأوقات البكاء يريح ولكنني أعلم أيضا أنه يضع غشاء على العقل والعين حيث لا تستطيع التفكير في حل أو رؤية فرص أخرى وهذا عن تجربتي الشخصية ..


سأشتاق إليهن ... لم علي إخفاء ذلك ؟؟ حاولت التظاهر بأن الأمر يبدو طبيعيا، ألم يتكرر مرارا من قبل ؟؟ ولكن، وبرغم تكرار هذا الفراق المؤلم وولادة الحنين والاشتياق من جديد، إلا أن الآلام لا زالت مثل ما سلف، ربما أشد .. سأشتاق إلى أكفهن الصغيرة التي كانت تتصارع لتمسك بكفاي أثناء سيرنا .. سأشتاق إلى ضحكاتهن البريئة عندما ألقي عليهن فكاهات طفولية .. لن أنسى ركضهن إلي حينما يروني وهتافاتهن كأنهن حصلن على جائزة ما "فدوىىى" والتسابق إلى حضني الذي كان يسعهن جميعا .. لن أنسى قبلاتهن الرقيقة والمتكررة والتنافس للجلوس بجانبي على مائدة الطعام .. لن أنسى قول أصغرهن حينما أرادت أن تعبر عما بداخلها فقالت: "فدوى، هوحشك أوييييي" بدلا من "هتوحشيني أويييي" !!! .. سأشتاق إلى سباقات الركض التي غالبا ما كنت أخسر فيها لكمية الشحم الذي يحمله جسدي مقارنة بأجسامهن الصغيرة .. لن أنسى عدم ذهابهن للنوم إلا إذا احتضنوني وتمنوا لي "أن أصبح على خير".. لن أنسى سؤالهن الدائم "إيه أكتر حاجة بتحبيها أو نفسك فيها" وظنهن أنها ربما تكون حلوة أو لعبة ما ثم تعبيرات وجوههن حينما أقص عليهن بعض ما أتمنى ثم قول إحداهن "أنا هدعيلك إن ربنا يديك كل الحاجات دي عشان أنا مش هفتكر ولا حاجة منهم" .. هذا ما علمتهن إياه، بالعمل، الثقة، حسن الظن والدعاء، يحصل الإنسان على كل ما يريد بفضل الله ..

عاما بعد عام يكبرن وملامحهن تتغير بعض الشئ ولكن حبي لهن يزيد فالفراق يقويه .. لا أظن أن علاقتنا كانت ستصبح بهذه القوة لولا الله ثم الفراق ..

أكثر ما يبكيني أنهن طوال فترة غيابي وكلما حصلن على حلوة جديدة النوع أو هدية قيمة، قمن بتخبأتها وذكرن بعضهن أنها ل"فدوى لما تيجي" .. أشياء لا تناسب سني ولكنها دائما ما تسعدني لأن مجرد تفكيرهن في وتذكرهن بي طوال فترة غيابي تعنيان لي الكثير..

هأنذا الآن أبكي ودموعي قامت بتبليل الورقة بالكامل ولكنني تذكرت ما بدأت كتابته، تذكرت عنوان كلامي وتذكرت أنني:

"قررت أن أضحك"

حفظكن الله لي يا أحب الناس إلى قلبي ،شرح الله صدوركن لكل خير وجمعنا على خير دائما ..


إلى "رورو ودودو ولولو"

You are always my children no matter how old you become

2 comments:

Am said...

هو فيه حد اسمه كده فعلًا ؟1 :-S
أنا كنت بحسب أنتِ كاتبة كده بس ..
حمد الله على السلاااامة يا فدوىىىى :)

Anonymous said...

الله يسلمك أمونتي الحبيبة
آه طبعا، هو فيه حد في الدنيا يقول إن عنده
children
إلا إذا كانوا
his children
فعلا ؟؟؟
ربنا يخليهم ليا

Post a Comment

comments are always welcomed :)