عروس البحر الأبيض

عروس البحر الأبيض

Wednesday, December 1, 2010

النهاية


قلمي ليلة امتحان ال"أي إس"
---------------
لم تفهم تصرفات صديقتها الغريبة مؤخرا ... فكلما تحدثت عنه ارتبكت وأسقطت كل شئ من يدها ... تجاهلت وساوسها وطمأنت نفسها أن ذلك لا يمكن أن يحدث أبدا حتى في الروايات فهذه صديقة عمرها وهو لن يجرؤ على جرحها ...

ذات يوم، بعد أن مضى على وفاة والدتها وسفر والدها اسبوعان، كانت قد اختنقت من حزنها فقررت أن تخرج مع صديقتها الصدوقة لتخرجها من حالتها تلك ولكنها أخبرتها أنها لا تستطيع لشدة انشغالها ... كانت هذه أول مرة ترفضها فيها خصوصا وأنها قد قررت أن يجلسا إلى "زاويتهما" التي اختاراها في الحديقة العامة منذ الطفولة ... "حسنا، سأطلب منه الذهاب معي إذن" ... وبعد حديث قصير للغاية عن أحوال كل منهم لاحظت أن نبراته كانت تبوح بالاستعجال ... لم تتردد في الطلب منه، ولكنه أيضا خيب رجاها وأخبرها أنه مشغول ... اشتد حزنها وأخذت تبكي وهو يسألها "هل من شئ آخر"؟ لم تدرِ ماذا تقول، فقد كانت هذه مرته الأولى لرفض القدوم معها لأي مكان ... ألم تكن الحديقة العامة مكانه المفضل الذي ينتظر بلهفة الذهاب معها إليه ؟؟ ألم تكن أزهار الياسمين والبنفسج المفضلة لديه ؟؟ ماذا حل به ؟؟ "لا بأس إذن، سأذهب بمفردي، لا بد من وجود عذر قوي منعهما من القدوم معي" ... قررت أن تعوّد نفسها ألا تنتظر من أحد أن يمسح عبراتها ويضمد جراحها وأيقنت أنها هي الوحيدة التي تستطيع بحق إسعاد نفسها ...

بعد التجول بين الزهور ونوافير المياه لبعض الوقت، وبعد بكائها على كل شئ: على أمها التي تركتها وحيدة في هذه الدنيا، وعلى أبوها الذي تزوج وسافر مع عروسه قبل انقضاء عدته، فتركها دون رعاية مع قليل من المال قائلا "سيصلك مثله كل شهر"، وعلى تغير صديقتها وتصرفاتها الغريبة مؤخرا، وعلى أشياء أخرى قد عاهدت نفسها أن تنساها ولكنها وجدت نفسها تبكي على كل شئ مرة واحدة، بعد كل هذه العبرات، تنهدت بعمق وأخذت تنظر حولها ... رأت أطفالا يركضون في كل مكان غير مبالين بأي شئ وتمنت لو أنها ظلت طفلة إلى الأبد، ثم رأت آخر شئ توقعت مشاهدته في حياتها وخصوصا في هذه الحديقة ... رأتها معه ... نعم، إنهم هم، فكيف لها أن تخطئ تقاطيع وجههما التي أمضت معها ما يقرب من العشر سنوات ؟؟؟ ها هي صديقة عمرها تمسك بذراعه ... رأوها وابتسما ابتسامة المعتذر المودّع ورحلا ويداها لا تفارق ذراعه ... اليوم فقط أيقنت أنها فقدت كل شئ ... اليوم أدركت أنها هي المذنبة، فهي التي كانت تحكي لكل منهم ببراءة شديدة عن الآخر ولم تكن تبالي بمصافحتهم كلما التقيا ... اليوم فقط أدركت أن هذه هي النهاية ...

11 comments:

The Trader said...

Like Like and Nice Post ! :)

Anonymous said...

Thank you, thank you for the continuous encouragement! :)

The Trader said...

This is not encouragement .. i told the truth :) .. But a question ? this article from ur imagination OR it is real ?!

Anonymous said...

Thanx anyways.. ummm, it's from my imagination :)

The Trader said...

OOh Nice .. dat's really Nice (very nice) ,,,, I think that i will read the blof from its first article ! .. but at first am need for ur agreement .. can I ?

Anonymous said...

Sure, go on, you are more than welcome !

The Trader said...

Oh Thanks a million :)

د. عليــــــــــــاء said...

يا عيني

القصة درامية جداً

وحزينة

كتابتك ممتعة على فكرة

ويا عيني تاني

القصة بالعربي

و تعليقاتكم بالإنجليزي


تابعي يا فيدو

يييجي منك بجد

انتي بتستغلي حاجات جواكي و تحوليها في قصة

وتخلي الناس تقعد تقول حقيقة او لأ؟؟

أنا بقول دي حقيقة

ومش حقيقة في نفس الوقت


إلهام ليلة الامتحان

:)

Anonymous said...

ربنا يخليك ليا يا رب
بس أنا بحس إني نملة قدام كتاباتك ما شاء الله
يا رب فعلا يكون ليا مستقبل في الكتابة أديني بحاول أعدل العربي بتاعي :) ء
هقول إيه ؟؟؟ ما انت أختي وديما فاقسانيييي وعارفة حالي بعد الله، فعندك حق، هي من خيالي ومش من خيالي
يللا، ربنا يسهل إن شاء الله :) ء

Anonymous said...

أنا شايفة إن حتى ولو كان لل"قدر" وال"ظروف" دور في اللي حصل، فالواحد بإيده بردو إنه يقف مع نفسه ويفكر إن هل يا ترى اللي بيحصل دة هيوجع حد ولا لأ ؟؟؟
الغني ما أخدش الفلوس من الفقير، الفلوس ما كانتش في إيده وراح واخدها منه (حتى لو من غير قصد) ... لكن، هي عارفة إن الحاجة دي هتوجع صاحبتها، هو عارف إن الحاجة دي ممكن تدمر حاجات كتيرة جواها فكانوا ممكن ببساطة يقولوا لا، مش هكون السبب في جرح صحبتي أو في الواحدة اللي كنت بحبها
أنا شايفة إن حتى لو هما لم يقصدوا كدة، فبإمكانهم يوقفوا كدة ... كدة هتخسر صديقة عمرها لكن الغني مش هيخسر حاجة لما ربنا ينعم عليه بفلوس أكتر

الجرح بيوجع أوي لما يكون من أقرب الناس ليك حتى لو مش مقصود وبيبقى أشد ألما من الجرح المقصود من من الناس اللي مش قريبة منك ... أنا بردو شايفة إن الواحد لازم يتحكم في "الظروف" وما يخليش الظروف هي اللي تتحكم فيه .. الانسان مخير وليس مجبر

Anonymous said...

أنا مش هنشر أي منهم أبدا، أنا فهمت إن المفروض مدى الحياة مافيش أي واحد يتنشر
أنا شايفة فعلا إن الحل المنطقي والسليم إنه يسيب الاتنين، كدة الاتنين ما يخسروش صداقتهم والأذية تكون متقسمة عليهم كلهم، مش عليها هي بس

Post a Comment

comments are always welcomed :)